التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العودة إلى الديار... بناء اللاجئين قبل بناء بلدانهم

تطبيق نموذج البلقان في الشرق الأوسط بعد انتهاء النزاعات

لندن – يتدفق المزيد من اللاجئين كل يوم على ألمانيا ودول أوروبية أخرى تشهد صعودا سريعا لتيارات يمينية تشكل ضغطا على الحكومات الأوروبية، وتنذر بتغيير في سياسة “الأبواب المفتوحة” التي ينادي بها زعماء في الاتحاد الأوروبي.
ووصلت المواجهة إلى طريق مسدود تصدعت على إثره أعمدة الاتحاد، وسط نفور شعبي من استقبال المزيد من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان الذين يصل أغلبهم عبر تركيا، أو عبورا في “قوارب الموت” من دول شمال أفريقيا.
وبات الوصول إلى حل توافقي حتميا بين المناهضين للاجئين والداعين إلى احتضانهم، خصوصا بعد تصويت البريطانيين في 23 يونيو الماضي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
والحل الوحيد هو السماح للاجئين بالإقامة في أوروبا لوقت محدود ومرتبط بانتهاء النزاعات التي أجبرتهم على ترك بلدانهم، بعدما بدأوا يشكلون ضغطا على الخدمات والوظائف في ألمانيا.
ويقول رودجر بويز، المحلل في جريدة “ذا تايمز” البريطانية إن “الوقت الذي يحتاجه المجتمع من أجل أن يكون قادرا على التكيف مع هذه الموجة الكبيرة من اللاجئين قد يؤدي إلى زعزعة استقراره”.

رودجر بويز: بريطانيا ستعلمك التجارة مقابل أن تساهم في إعادة بناء بلدك

ولا يقتصر الأمر على ألمانيا، إذ تقول إحصائيات أن ما يقرب من 21 مليون شخص نزحوا من أماكن إقامتهم. ويحاول غالبية النازحين الوصول إلى أوروبا.
وبمجرد وصولهم، تبذل الحكومات الأوروبية جهودا مضنية لإدماج المهاجرين الجدد في قطاعات الاقتصاد التي تعاني نقصا في العمالة، لكنها تفشل في أغلب الأحيان في مساعدتهم على الاندماج في نسيج المجتمع.
ويقول بويز “النفور يظهر بوضوح في أماكن السباحة في المدن الألمانية، حيث ترفض الفتيات الذهاب للسباحة خشية التحرش بهن من قبل لاجئين. وتظهر أيضا في محتوى المكتبات العامة التي يكون عليها التكيف مع متطلبات الوافدين الجدد، الذين يكونون في أغلب الأحيان أميين”.
وأضاف “هناك مخاوف جدية في الدول المستقبلة للاجئين من أن الطبقة السياسية فشلت إلى الآن في بناء التوافق المجتمعي حول التغييرات التي تلوح في مجتمعاتها”.
ووقعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في نفس “الفخ الأخلاقي” الذي منحت بموجبه مأوى للاجئين، لكنها رفضت في الوقت نفسه الاتجاه لانفتاح “متعدد الثقافات” من دون تقديم أي بديل للاجئين الذين لا يشعرون بأي انتماء بعد إلى ألمانيا كوطن جديد.
ويذكر حال اللاجئين اليوم بمأزق اليهود المهجرين من ألمانيا مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، عندما رفض أغلب زعماء أوروبا دمجهم في مجتمعاتهم، خشية حدوث تغييرات جذرية في تركيبتها.
وبدلا من ذلك، تعكف حكومات أوروبية، ومنها بريطانيا، اليوم على دراسة تدريب اللاجئين على الإدارة الحكومية وأعمال البناء والزراعة وتسيير الاقتصاد، كي يكونوا قادرين على العودة إلى بلدانهم وخلق طبقة متوسطة جديدة تنهض بها بعد انتهاء الحرب.
وقال بويز “هذا الموضوع ينطوي على معاملة بسيطة: بريطانيا ستعلمك التحدث بالإنكليزية، وتعلمك قواعد التجارة أو أي شيء آخر تملك موهبة القيام به، لكن في المقابل نريد منك أن تساهم في إعادة بناء بلدك”.
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تطبيق نموذج البلقان في الشرق الأوسط، عندما شجعت مئات الآلاف من اللاجئين على العودة مرة أخرى إلى بلدانهم بعد انتهاء سلسلة من الحروب في تسعينات القرن الماضي.
وقال بويز “سيكون على الحكومات الأوروبية اعتماد هذا العقد غير العاطفي؛ لا نريد منك أن تحبنا أو أن تفوز بميدالية أولمبية من أجل بلادنا، كل ما نريده هو أن تستفيد من المساعدة والتعليم ورفع درجة استعدادك من قبل السلطات البريطانية من أجل أن تساعد أنت بدورك في بناء مجتمع حديث وحيوي في بلدك”
العرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى الخط الأحمر على تصريح الإقامة الألمانية

مامعنى الخط الأحمر علي تصريح الإقامة في ألمانيا؟ يحصل بعض  طالبي اللجوء في ألمانيا علي تصريح اقامة يسمي Duldung  وهو يتميز بخط أحمر مائل . فماذا يعني ذلك وماذا يترتب علي هذا المستند من توابع؟  الدولدونج في الواقع ليس بتصريح اقامة انما مستند يسمح  بالتعليق المؤقت لترحيل الأجانب الملزمين بمغادرة البلاد.  وبالتالي هو لا يخلق وضع الإقامة القانونية. ولكنه يعطي لحالات معينة حيث يتعذر الترحيل لأسباب قانونية أو واقعية وهو اثبات ان الأجنبي تم تسجيله من قبل السلطات الأجانب وهو يرفع عن الشخص المسؤولية الجنائية في البقاء بشكل غير شرعي في ألمانيا. وبعد ترحيل الأجنبي من ألمانيا يتم الغاء الدودلنج ولا يحق له العودة مرة أخري بنفس المستند وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الإقامة لا يسمح للأشخاص حاملي الدولدنج   بالعمل، ولكن بعد ذلك يمكن استثناء بعض الأشخاص من هذه القاعدة ويرجع ذلك الي تقدير ادارة الأجانب لكل حالة بناء علي توصيات وكالة العمل في ألمانيا.  ويمكن أيضا لمكتب الأجانب التصريح لحامل الدولدنج بالحصول علي تدريب مهني . ومع ذلك لا يعطي الأجنبي تصريح العمل اذا لم يقدم حامل المستند أسباب مقنعة

سلسلة "تعرّف على إختصاصك المستقبلي!", إختصاص المعلوماتية Informatik

أهم متطلب للدراسة في ألمانيا هي تحديد ما نود دراسته! في سلسلة من المقالات الشيقة نقدم لكم معلومات مميزة تساعدكم في إختيار الإختصاص المناسب. إختصاص المعلوماتية Informatik لكي نأخذ كما يٌقال زبدة الكلام لا يوجد أفضل من أن نسأل شخص خَبِرَ وعايش قضية ما. وهذا بالضبط ما قمنا به في هذا المقال لكي نتعرف عن قرب عن إختصاص المعلوماتية Informatik. س1: ما هي أفضل الجامعات في اختصاص المعلوماتية؟ ج1: هناك جهات معيّنة تقوم بتحديّد أفضل الجامعات في اختصاص معين ومنها اختصاص المعلوماتية ويمكن في هذا السياق مراجعة المقال في الرابط المرفق. ولكن الأهم برأيي هو منهاج الجامعة وليس ترتيبها حسب اختصاص معيّن لأنّ ذلك الترتيب شيء نسبي ومتباين من جهة لأخرى. بالنسبة للمنهاج عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية: هل أميل للدراسة النظرية أم العملية؟ هل أريد في المستقبل أن أكون باحث في مجالي؟ أم أن طموحي عملي أي أن أكون مهني متقن لعملي؟ هل أحبُّ الـ Software أم الـ Hardware؟ هل أريد دراس

شروط جديدة للحصول على حق اللجوء في ألمانيا

أقر البرلمان الألماني قانوناً يلزم طالبي اللجوء ابتداء من فبراير/شباط حيازة ما يسمى بـ"إثبات الوصول إلى ألمانيا" أو "بطاقة هوية طالبي اللجوء" الذي أقترحه وزير الداخلية دي ميزيير. ويهدف القانون الجديد إلى تسريع إجراءات طلب اللجوء وحل مشاكل تسجيل القادمين إلى ألمانيا للتقدم بطلب اللجوء. وسادت حالة من الفوضى الإدارية خلال عملية تقييد بيانات المتقدمين بطلب اللجوء في ألمانيا، قبل إقرار هذا القانون، فكل سلطة من السلطات الألمانية كانت تقوم بتحضير ملف معلومات عن المتقدمين بطلب اللجوء، وبذلك كان يتم تقييد بيانات بعض القادمين إلى ألمانيا مرتين أو أكثر. وأدى هذا الأمر إلى زيادة مدة إجراءات البت في طلب اللجوء، فضلا عن ذلك كان البعض يضطرون إلى الانتظار طويلاً قبل أن يتم تسجيلهم. وتقول السلطات الألمانية إن "إثبات وصول المتقدمين بطلب اللجوء إلى ألمانيا" (أو ما يُعرَف أيضاً بـ "بطاقة طالبي اللجوء الشخصية" الجديدة) يقوم بالحد من هذه المشكلات. ووفقا للنظام الجديد يتم تحضير سجل بيانات لكل لاجئ في مركز إيواء اللاجئين الرئيسي، وذلك بشكل فوري عند حدوث