التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"استشارة هاتفية" برنامج خاص لرعاية اللاجئين نفسيا!

"استشارة هاتفية" برنامج خاص لرعاية اللاجئين نفسيا!

تكثر حالات الضغط النفسي لدى اللاجئين نتيجة رحلة الهروب الشاقة، فضلا عن عدم الاستقرار لدى وصولهم إلى ألمانيا. رابطة عائلات المرضى النفسيين في ألمانيا تنفذ مشروعا يعنى برعاية هذه الفئة.
Von der Krankenschwester zur Meerjungfrau (picture-alliance/dpa/Steffen)
لا يمكن أن تنسى أندريا دومكه قصة العائلة السورية التي رافقتها والتي كانت الأكثر تأثيرا في مسيرتها المهنية. فهي تعمل كمتطوعة في خدمة اللاجئين، وتحديدا في رعاية العائلات التي تعاني من صدمات نفسية بسبب الحرب ورحلة الهروب التي عاشتها.  وفي حوارها لموقع "مهاجر نيوز" تقول المتطوعة الألمانية "من الصعب جدا تخيل الأزمة النفسية التي كانت تعاني منها هذه العائلة".
وتروي دومكه قصة العائلة بقولها "هربت العائلة من الحرب الدائرة في سوريا عبر البحر، وأثناء الرحلة كاد المركب أن يغرق، لكن الجميع نجوا باستثناء طفل صغير كان وحيدا معهم وبدون أهله". غرق الطفل  سبّب أزمة نفسية كبيرة لدى جميع أفراد العائلة حسب دومكه. وما زاد الأمر صعوبة، هو أنه كان على أفراد العائلة إعلام أهل الطفل بذلك. وكان على دومكه التحدث كثيرا مع أفراد العائلة لمساعدتهم على الخروج من الصدمة النفسية.  
 أوروبا لم تكن كما تخيلها الكثيرون!
المأساة التي مرت بها هذه العائلة، ليست إلا واحدة من مآس كثيرة عاشها كثيرون حاولوا الهروب من الحرب الدائرة في بلدانهم بحثا عن الأمان وعن مستقل أفضل في أوروبا. لكن "الفردوس الأوروبي" لم يكن كما تخيله الكثيرون. فبعد عناء رحلة الهروب، يحط اللاجئون في مراكز إيواء ضيقة ولا توجد فيها مساحة للخصوصية.
في أغلب الأحيان تطول مدة الإقامة في هذه المراكز  لعدة أشهر، وغالبا ما يتأخر البت في طلبات اللجوء، والبعض يرفض طلبه ويعيش مهددا بالترحيل، والبعض الآخر لايسمح له بلمّ شمل عائلاته؛ هذه وغيرها من الأمور تزيد الضغوطات النفسية.
Deutschland Flüchtlingsunterkunft in Gera (picture-alliance/dpa/B. Schackow)
غرفة في مركز ايواء اللاجئين في جيرا بولاية تورنغن
بعرف العاملون في مركز الرابطة الاتحادية لعائلات المرضى النفسيين هذه المشاكل تماما.  فهذه الجمعية والتي يرمز لها اختصارا بـ "BAPK" تهتم بالألمان الذين يعانون من اضطرابات نفسية وتساعدهم على تحسين حالتهم. الأمر الذي دفع القائمين على هذه الجمعية إلى إطلاق مشروع خاص للعناية باللاجئين الذين يعانون من اضطرابات نفسية، حسب ما تؤكده كارولين تراوتمان، المنسقة المسؤولة عن هذا المشروع في حوارها لموقع مهاجر نيوز، بقولها "نقدم استشارات هاتفية ونحرص على السرية في عملنا".
أغلب اللاجئين لا يتحدثون عن مشاكلهم النفسية!
ويحصل اللاجئون على الاستشارة من قبل أخصائيين نفسيين عملوا مع لاجئين سابقا وبعضهم تم تأهيله من قبل مركز "BaPK " .  مضى حوالي 7 أشهر على إطلاق هذه المبادرة، لكن تراوتمان ترى أن الاتصالات التي يتلقاها المركز قليلة مقارنة بعدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا. الأمر الذي دفعها وفريق العمل إلى الذهاب لمراكز إيواء اللاجئين للتواصل مع القادمين الجدد بشكل شخصي، وتقول "من خلال عملنا لاحظنا وجود اختلاف شاسع بين الثقافات، وهو ما يجعل التعامل مع الصدمات النفسية مختلفا جدا. فأغلب اللاجئين لا يجرؤون على الحديث عن مشاكلهم النفسية، وهناك حالات لا يدرك فيها اللاجئ أنه يعاني من ضغوطات نفسية". وهو ما تراه تراوتمان مؤسفا. وهي تأمل من القادمين الجدد أن يكونوا أكثر انفتاحا على المجتمع الألماني وأن يتفهموا طريقة تعامل الألمان مع مشكلة الصدمات النفسية. وتدعو جميع القادمين الجدد ألا يترددوا بالتواصل مع الأخصائين النفسيين، مشيرة إلى أن الاستشارات التي يقدمها العاملون في هذا المشروع  تساعد على الحد من تفاقم المشاكل النفسية.لعل أهم ما يميز هذا المشروع هو: أن الاستشارات الهاتفية المقدمة  للاجئين متاحة بأربع لغات: العربية والفرنسية والانكليزية والألمانية. ويتم تقديم هذه الاستشارات من يوم الاثنين حتى الأربعاء من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا ومن الساعة الثانية من بعد الظهر حتى الثالثة.

دالين صلاحية - مهاجر نيوز 
© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة
مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى
المصدر: مهاجر نيوز 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى الخط الأحمر على تصريح الإقامة الألمانية

مامعنى الخط الأحمر علي تصريح الإقامة في ألمانيا؟ يحصل بعض  طالبي اللجوء في ألمانيا علي تصريح اقامة يسمي Duldung  وهو يتميز بخط أحمر مائل . فماذا يعني ذلك وماذا يترتب علي هذا المستند من توابع؟  الدولدونج في الواقع ليس بتصريح اقامة انما مستند يسمح  بالتعليق المؤقت لترحيل الأجانب الملزمين بمغادرة البلاد.  وبالتالي هو لا يخلق وضع الإقامة القانونية. ولكنه يعطي لحالات معينة حيث يتعذر الترحيل لأسباب قانونية أو واقعية وهو اثبات ان الأجنبي تم تسجيله من قبل السلطات الأجانب وهو يرفع عن الشخص المسؤولية الجنائية في البقاء بشكل غير شرعي في ألمانيا. وبعد ترحيل الأجنبي من ألمانيا يتم الغاء الدودلنج ولا يحق له العودة مرة أخري بنفس المستند وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الإقامة لا يسمح للأشخاص حاملي الدولدنج   بالعمل، ولكن بعد ذلك يمكن استثناء بعض الأشخاص من هذه القاعدة ويرجع ذلك الي تقدير ادارة الأجانب لكل حالة بناء علي توصيات وكالة العمل في ألمانيا.  ويمكن أيضا لمكتب الأجانب التصريح لحامل الدولدنج بالحصول علي تدريب مهني . ومع ذلك لا يعطي الأجنبي تصريح العمل اذا لم يقدم حامل المستند أسباب مقنعة

سلسلة "تعرّف على إختصاصك المستقبلي!", إختصاص المعلوماتية Informatik

أهم متطلب للدراسة في ألمانيا هي تحديد ما نود دراسته! في سلسلة من المقالات الشيقة نقدم لكم معلومات مميزة تساعدكم في إختيار الإختصاص المناسب. إختصاص المعلوماتية Informatik لكي نأخذ كما يٌقال زبدة الكلام لا يوجد أفضل من أن نسأل شخص خَبِرَ وعايش قضية ما. وهذا بالضبط ما قمنا به في هذا المقال لكي نتعرف عن قرب عن إختصاص المعلوماتية Informatik. س1: ما هي أفضل الجامعات في اختصاص المعلوماتية؟ ج1: هناك جهات معيّنة تقوم بتحديّد أفضل الجامعات في اختصاص معين ومنها اختصاص المعلوماتية ويمكن في هذا السياق مراجعة المقال في الرابط المرفق. ولكن الأهم برأيي هو منهاج الجامعة وليس ترتيبها حسب اختصاص معيّن لأنّ ذلك الترتيب شيء نسبي ومتباين من جهة لأخرى. بالنسبة للمنهاج عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية: هل أميل للدراسة النظرية أم العملية؟ هل أريد في المستقبل أن أكون باحث في مجالي؟ أم أن طموحي عملي أي أن أكون مهني متقن لعملي؟ هل أحبُّ الـ Software أم الـ Hardware؟ هل أريد دراس

شروط جديدة للحصول على حق اللجوء في ألمانيا

أقر البرلمان الألماني قانوناً يلزم طالبي اللجوء ابتداء من فبراير/شباط حيازة ما يسمى بـ"إثبات الوصول إلى ألمانيا" أو "بطاقة هوية طالبي اللجوء" الذي أقترحه وزير الداخلية دي ميزيير. ويهدف القانون الجديد إلى تسريع إجراءات طلب اللجوء وحل مشاكل تسجيل القادمين إلى ألمانيا للتقدم بطلب اللجوء. وسادت حالة من الفوضى الإدارية خلال عملية تقييد بيانات المتقدمين بطلب اللجوء في ألمانيا، قبل إقرار هذا القانون، فكل سلطة من السلطات الألمانية كانت تقوم بتحضير ملف معلومات عن المتقدمين بطلب اللجوء، وبذلك كان يتم تقييد بيانات بعض القادمين إلى ألمانيا مرتين أو أكثر. وأدى هذا الأمر إلى زيادة مدة إجراءات البت في طلب اللجوء، فضلا عن ذلك كان البعض يضطرون إلى الانتظار طويلاً قبل أن يتم تسجيلهم. وتقول السلطات الألمانية إن "إثبات وصول المتقدمين بطلب اللجوء إلى ألمانيا" (أو ما يُعرَف أيضاً بـ "بطاقة طالبي اللجوء الشخصية" الجديدة) يقوم بالحد من هذه المشكلات. ووفقا للنظام الجديد يتم تحضير سجل بيانات لكل لاجئ في مركز إيواء اللاجئين الرئيسي، وذلك بشكل فوري عند حدوث