التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المدن الألمانية تفتقر إلى المآوي لطالبي اللجوء

المدن الألمانية تفتقر إلى المآوي لطالبي اللجوء

طالبت منظمة "برو أزول"، المدافعة عن حقوق اللاجئين، الحكومة الألمانية بتحضير برنامج لاستقبال اللاجئين من العراق. وفي حال إقرار مثل هذا البرنامج فستواجه مدن ألمانية كثيرة مشكلة جدية.
Symbolbild Aufnahmestelle für Asylbewerber
بالنظر إلى أن مدنا ألمانية كثيرة باتت في وضع لا يتيح لها تأمين المأوى للاجئين جدد، فإن مدينة هامبورغ مثلا تفكر الآن في استخدام سفن سياحية خرجت من الخدمة لهذا الغرضفخلال السنوات الثلاث الأخيرة تضاعف بثلاثة أضعاف عدد اللاجئين السياسيين في المدينة.
وفي مدن ألمانية أخرى من الضروري استخدام مدارس سابقة وقاعات رياضية لتقديم مأوى إلى اللاجئين. وتم في برلين تجهيز دار سابقة لرعاية المسنين بأسرة مؤقتة لهذا الغرض. وهناك تقارير صحفية تقول إن لاجئين في مدينة كارسروه سكنوا مؤقتا في دهاليز مبنى.
وقررت مدينة كولونيا بالنظر إلى تزايد عدد طالبي اللجوء السياسي تأجير غرف في فنادق تتسع لأكثر من 800 شخص. وبموجب تحليل تم القيام به بتكليف من إدارة المدينة، فمن الضروري حتى عام 2015 توفير ألفي مأوى إضافي في كولونيا. ولايختلف هذا الوضع عن الأوضاع في مدن ألمانية أخرى.
وما يزيد من صعوبات المدن الألمانية المديونة إلى حد كبير، هو أنها تفتقر لهذا السبب إلى الأموال. وفي ظل هذا الوضع من المتوقع الآن أن تستقبل ألمانيا دفعة أخرى من اللاجئين من سكان شمال العراق، الذين يحاولون النجاة من إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية".
Symbolbild Notstand deutscher Städte bei Flüchtlingsunterkünften
نصب حاويات سكنية في مدينة هامبورغ

ولذلك يتم حاليا في العديد من المدن نصب حاويات سكنية لمواجهة الطلب المتزايد على المآوي، كما يقول بيرند ميسوفيتش نائب مدير منظمة برو أزول، التي تدافع عن حقوق اللاجئين. ويضيف: "هذا حل مؤقت يمكن قبوله في فترة الصيف فقط. إلا أنه ليس حلا طويل المدى لمشكلة إسكان اللاجئين". ويتوقع ميسوفيتش تزايد عدد اللاجئين بشكل ملحوظ وخاصة في ألمانيا. ويشير إلى أن "ما يحدث في العراق وسوريا ليس مشكلة تخص دول جنوب أوربا فقط"، وإنما من الضروري أن تقدم أيضا ألمانيا على الأعمال التحضيرية لاستقبال دفعة إضافية من اللاجئين العراقيين.
أسباب المعضلة الألمانية
في ألمانيا، كدولة اتحادية، تقوم حكومات ولايات البلاد بتوزيع اللاجئين على المدن والقرى الواقعة فيها. ونتيجة للنظام الاتحادي القائم توجد في كل ولاية أحكام قانونية بشأن اللاجئين تختلف عن بعضها البعض. ولذلك، فإن الوضع في ألمانيا معقد.
وعلاوة على ذلك تمر أشهر في حالات كثيرة بين اندلاع الأزمات وحصول حركات الهرب الناجمة منها، فبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 لم يأت إلا2600 لاجئ إلى ألمانيا، بينما بلغ عددهم عام 2012 أكثر من  6000 شخص.
وتكمن المشكلة الرئيسية حاليا في أن العديد من المدن قد أقدمت على إزالة الكثيرمن المآوي العائدة إلى فترة حرب يوغسلافيا لتوفير الأموال الضرورية لصيانتها، فبينما بلغ عام 1995 عدد طالبي اللجوء السياسي في ألمانيا 130ألف شخص، فإن عددهم انخفض عام 2006 إلى 20 ألف شخص فقط. ولم يتوقع آنذاك أي أحد تزايد عددهم مجددا. ورغم هذا التوقع حصل عام 2013 عكس ذلك، إذ إن 110آلاف شخص طلبوا اللوجوء. ومن المحتمل أن يتزايد هذا العدد في السنة الجارية بـ 30 ألف لاجئ
.
توفر بعض الآمال
Bernd Mesovic Pro Asyl
مدير منظمة برو أزول التي تدافع عن حقوق اللاجئين
تكمن إحدى المحاولات لحل المشكلة في إسكان عدد متزايد من اللاجئين في منازل مدعومة حكوميا. ورغم أنه لا يمكن تنفيذ ذلك في المدى القصير، إلا أن هذه الفكرة صحيحة، كما يقول بيرند ميسوفيتش من منظمة برو أزول. ويضيف: "لم يكن إسكان اللاجئين في المآوي الخاصة بهم فقط مفيدا أبدا"

وجدير بالذكر أن ولاية بادن فورتمبيرغ تريد تخصيص 122 مليون يورو إضافية لإنشاء المآوي للاجئين. إلا أن تحويل هذه الأموال إلى مشاريع سكنية سيأخذ وقتا طويلا أيضا.
وهناك صعوبة أخرى تتمثل في أن بناء مآو جديدة للاجئين يثير مرة بعد الأخرى احتجاج مجموعات معينة من المواطنين، مما يؤدي إلى تأجيل أعمال البناءإلا أن ذلك لا يشكل سببا يذكر للمشاكل القائمة، وإنما المشكلة الرئيسية تكمن في أن هناك مدنا ألمانية لا تتصرف إلا في نسبة حوالي 70 بالمائة من المآوي الضرورية. وعليه تتزايد درجة الضيق في هذه المآوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى الخط الأحمر على تصريح الإقامة الألمانية

مامعنى الخط الأحمر علي تصريح الإقامة في ألمانيا؟ يحصل بعض  طالبي اللجوء في ألمانيا علي تصريح اقامة يسمي Duldung  وهو يتميز بخط أحمر مائل . فماذا يعني ذلك وماذا يترتب علي هذا المستند من توابع؟  الدولدونج في الواقع ليس بتصريح اقامة انما مستند يسمح  بالتعليق المؤقت لترحيل الأجانب الملزمين بمغادرة البلاد.  وبالتالي هو لا يخلق وضع الإقامة القانونية. ولكنه يعطي لحالات معينة حيث يتعذر الترحيل لأسباب قانونية أو واقعية وهو اثبات ان الأجنبي تم تسجيله من قبل السلطات الأجانب وهو يرفع عن الشخص المسؤولية الجنائية في البقاء بشكل غير شرعي في ألمانيا. وبعد ترحيل الأجنبي من ألمانيا يتم الغاء الدودلنج ولا يحق له العودة مرة أخري بنفس المستند وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الإقامة لا يسمح للأشخاص حاملي الدولدنج   بالعمل، ولكن بعد ذلك يمكن استثناء بعض الأشخاص من هذه القاعدة ويرجع ذلك الي تقدير ادارة الأجانب لكل حالة بناء علي توصيات وكالة العمل في ألمانيا.  ويمكن أيضا لمكتب الأجانب التصريح لحامل الدولدنج بالحصول علي تدريب مهني . ومع ذلك لا يعطي الأجنبي تصريح العمل اذا لم يقدم حامل المستند أسباب مقنعة

سلسلة "تعرّف على إختصاصك المستقبلي!", إختصاص المعلوماتية Informatik

أهم متطلب للدراسة في ألمانيا هي تحديد ما نود دراسته! في سلسلة من المقالات الشيقة نقدم لكم معلومات مميزة تساعدكم في إختيار الإختصاص المناسب. إختصاص المعلوماتية Informatik لكي نأخذ كما يٌقال زبدة الكلام لا يوجد أفضل من أن نسأل شخص خَبِرَ وعايش قضية ما. وهذا بالضبط ما قمنا به في هذا المقال لكي نتعرف عن قرب عن إختصاص المعلوماتية Informatik. س1: ما هي أفضل الجامعات في اختصاص المعلوماتية؟ ج1: هناك جهات معيّنة تقوم بتحديّد أفضل الجامعات في اختصاص معين ومنها اختصاص المعلوماتية ويمكن في هذا السياق مراجعة المقال في الرابط المرفق. ولكن الأهم برأيي هو منهاج الجامعة وليس ترتيبها حسب اختصاص معيّن لأنّ ذلك الترتيب شيء نسبي ومتباين من جهة لأخرى. بالنسبة للمنهاج عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية: هل أميل للدراسة النظرية أم العملية؟ هل أريد في المستقبل أن أكون باحث في مجالي؟ أم أن طموحي عملي أي أن أكون مهني متقن لعملي؟ هل أحبُّ الـ Software أم الـ Hardware؟ هل أريد دراس

شروط جديدة للحصول على حق اللجوء في ألمانيا

أقر البرلمان الألماني قانوناً يلزم طالبي اللجوء ابتداء من فبراير/شباط حيازة ما يسمى بـ"إثبات الوصول إلى ألمانيا" أو "بطاقة هوية طالبي اللجوء" الذي أقترحه وزير الداخلية دي ميزيير. ويهدف القانون الجديد إلى تسريع إجراءات طلب اللجوء وحل مشاكل تسجيل القادمين إلى ألمانيا للتقدم بطلب اللجوء. وسادت حالة من الفوضى الإدارية خلال عملية تقييد بيانات المتقدمين بطلب اللجوء في ألمانيا، قبل إقرار هذا القانون، فكل سلطة من السلطات الألمانية كانت تقوم بتحضير ملف معلومات عن المتقدمين بطلب اللجوء، وبذلك كان يتم تقييد بيانات بعض القادمين إلى ألمانيا مرتين أو أكثر. وأدى هذا الأمر إلى زيادة مدة إجراءات البت في طلب اللجوء، فضلا عن ذلك كان البعض يضطرون إلى الانتظار طويلاً قبل أن يتم تسجيلهم. وتقول السلطات الألمانية إن "إثبات وصول المتقدمين بطلب اللجوء إلى ألمانيا" (أو ما يُعرَف أيضاً بـ "بطاقة طالبي اللجوء الشخصية" الجديدة) يقوم بالحد من هذه المشكلات. ووفقا للنظام الجديد يتم تحضير سجل بيانات لكل لاجئ في مركز إيواء اللاجئين الرئيسي، وذلك بشكل فوري عند حدوث